ذات يوم خلال الأسبوع الماضي، صدف أن استضافني صديق لي في منزله. جلسنا أمام التلفاز، ثم بدأت عملية القفز العشوائي التي اعتدناها – نحن كمجتمع – بين محطات اللاقط.
و في خضم المتعة العشوائية، استوقفت مضيفي محطة معروفة، كان يعلو منها حينها صراخ و عويل. و بنظرة منهكة، توجه إلي صديقي و سألني: “هل تعرف ما هذا؟” لم تكن الصور صورا إخبارية حقيقية، لكن كانت صورا من مسلسل…ثم سأل متنهدا :”هل سمعت عن التغريبة؟”، كانت علامات الاستغراب التي اعتلت وجهي جوابا كافيا له. فاستطرد قائلا: “إنها التغريبة الفلسطينة…تحكي قصة ضياع فلسطين!”.
لوهلة كأني سمعت الكلمة لأول مرة “ضياع فلسطين”!… وجهت أنظاري مرة أخرى للشاشة تتحرك فيها صور التهجير، و المعاناة، و الجوع، و الخوف. ثم و كأن الصور بدأت بالتدفق من عيوني إلى صدري، فضاق، فخفت، ثم كان شعور الغربة و الخسارة، خسارة الأرض، و خسارة الأحبة، و خسارة الشجاعة، و خسارة العزة!
اكتأبت، و عندها بدأت أفهم النعام، بدأت أشغل نفسي بأي شيء، أبحث عن أي شيء يصرف تفكيري عن…عن حقيقة أننا منذ إذن.. و نحن نهرب دون توقف…هربنا من الموت حينها، و الآن من ضمائرنا نحن نهرب.
خرجت الكلمات على استحياء مطالبا بإقفال التلفاز، و كأني أقول لنفسي…آسف.
لا تعتذر يا صديقي، واعلم ان القلة القليلة في اكناف بيت المقدس هي فقط التي لا تعتذر لنفسها عن ضياع فلسطين والكرامة والهيبة والعزة و و و ……….. الخ الخ الخ.
اما دون ذلك فهم في بحث جار عن النفس للاعتذار لها، والضمير مستتر تقديره (………) كل يملؤه على ليلاه.
في كل يوم يمر …………
تزداد غربتنا يوما ………….
وتقترب عودتنا يوما ………….
أخي عماد
الله عز وجل قال انه راح الارض تتحرر
بس بصراحة , الواحد لما يشوف وضعنا الحالي
بيحكي في نفسه : اكيد مش راح ترجع على زمننا
وناس بتحكي انها راحت علينا من مرة
اكيد شعور مرير
لما تلاقي الكل عندهم نشيد وطني .. واحنا ما عنا
لما تلاقي الكل منضوي تحت راية بلد معين .. واحنا بدون راية
لما يسألوك انت من وين ؟؟ .. تحتار شو تقولهم
لا تفكر انه الواحد بيكون مبسوط يعني انه نسي قضيته
او نسي اصله
او .. او .. او
ولكنها ابتسامة مغمسة بالدم
وبالقهر
وبالظلم
وبالغربة
.
.
.
الله المستعان
Thanks for sharing.
مسلسل التغريبه من اقوى المسلسلات اللي وصفت حالة المهجرين
اقل ما فيها عرفنا احنا الجيل اللي ما عاش التهجير بالمعاناه و القهر اللي عاشوه اهلينا
مرات بفكر انه احنا الفلسطنيه اللى عايشين بره ما النا اي حق فيها
لانه ما عملنا شيء الها و ما حسينا فيها
بس مع ذلك كتير بحنلها و بحن انه يكون لي وطن زي باقي الناس
الله ينصر فلسطين
lioness,
فعلا جميل إنو الواحد ينتمي لوطن، لكن الأجمل أن ينتمي لفكرة، لعقيدة…تربط وطنه بوطن غيره ليصيروا وطن واحد تنبع معزته من “لا إله إلا الله”، ما بتفصله لا حدود، ولا لهجة، و لا لون يفرق بين أهله…
الله ينصر الإسلام
كنت بتفرج على الأخبار قبل شوي و كان خبر كسر الحصار عن غزة من قبل سفينتين بتقل عرب وأجانب تخيل أن هنا واحدة عمرها 81 سنة إجت من بريطانيا و قاست عشان أهل غزة تخيل إن إسرائيل هددتهم بالنار الحية والألغام البحرية لكنهم رفضوا و إحنا العرب بنقطع عنهم المية والكهرباء و بنستمتع نشوفهم بموتا ببطء